بقلم - عبد الله جمعة *
نتأهب للمستقبل .. وذكرى التأسيس تحفزنا لمـزيد من العطـاء
بقلم - عبد الله جمعة *
يشكل اليوم الوطني مناسبة رائعة نستلهم فيها ذكريات تأسيس هذا الوطن العريق الذي تمتد جذوره إلى أعماق التاريخ .. وهي فرصة لكي يجلس الآباء والأمهات مع أبنائهم وبناتهم من الأجيال الناشئة ليتأملوا واقع الحياة قبل التأسيس وبعده ، ويقلبوا صفحات القصة المشوقة التي سطرها مؤسس هذه البلاد الملك عبد العزيز، طيب الله ثراه، حينما تمكن ، بفضل من الله وتوفيقه ، أن يقود بلاده وشعبه إلى الوحدة والاستقرار والتطور، بعد سنوات من الفرقة وعدم الأمان.
إن هذه المناسبة تبعث في نفسي شعوراً بالتفاؤل والاعتزاز حين أشاهد حجم التنمية التي تعيشها بلادنا الغالية عبر عدة قطاعات ، ومن بينها قطاع البترول الوطني.
هذا القطاع الذي يواصل العاملون فيه نشاطاتهم ليلاً نهاراً من أجل إيقاد شمعة العطاء والنماء لتستمر المملكة ترفل بثوب الازدهار والتنمية.
وبالنسبة لي ولزملائي العاملين في أرامكو السعودية فإن ذكرى اليوم الوطني تجعلنا نستشعر، بامتنان وفخر، جزءاً مهما من تاريخ الوطن هو تاريخ الشركة فأرامكو شركة الطاقة والمملكة أرض الطاقة ووطنها الذي لا يضاهى.
لقد شيدت أرامكو عبر أجيالها المتعاقبة صناعة بترول عالمية المستوى، تعود إلى ما يقرب من 75 عاماً، متكئة في جزئها الأعظم على سواعد وعقول أبناء الوطن ، بما مكنها من نسج ملحمة صناعية فذة نالت احترام العالم وقصص ناجحة للسعودة. وكانت الشركة ولا تزال تستلهم في تطويرها للطاقات الوطنية رؤية الملك عبد العزيز ـ طيب الله ثراه ـ التي عبر عنها في الاتفاقية الأساسية للامتياز والتي جرى توقيعها بأمر منه في شهر مايو 1933م ، كما استندت الشركة في نجاحها على أرضية قوية من الثقة والدعم حظيت بهما على مدى السنوات المتتالية من قادة بلادنا الكريمة ، لتحقق نتائج باهرة، جسدت فعالية السياسات الوطنية للوصول إلى الريادة في واحدة من أكبر وأهم الصناعات العالمية.
ونحن هنا نتطلع عما قريب إلى الاحتفال بالذكرى الماسية للشركة لتكريم إنجازات هؤلاء المخلصين من الموظفين الذين تفانوا لإنجاح الوطن عبر اسهامهم في بناء الشركة يوما بعد يوم ، وسيظلون جزءاً أساسيا من نمو الشركة وتطورها المستقبلي.
ومع تأملنا لصفحات الماضي التي تفيض عملاً ومنجزات، فإننا لا نود أن تجد القناعة مسربا إلى نفوسنا بل نطمح ونسعى دوما للأفضل.. وأجد أن ذكرى اليوم الوطني تجدد فينا العزم لتقديم المزيد من الجهد من أجل تحقيق إنجازات أكثر تميزاً من ذي قبل.
وإذا كان المستقبل حرث الحاضر، فإن نظرة متأملة لسلسلة المشاريع الإنتاجية والتنموية العملاقة التي هي قيد الإنشاء مثل مشاريع الخرسانية والحوية وخريص وبتر ورابغ وجامعة الملك عبد الله، التي ينفذها ويديرها في وهج الصيف وقسوة الصحراء شبابنا المدرب والموهوب، تجعلنا نثق في أن المملكة تخطط وتستثمر وتبني لمستقبل مرموق.
ونحن ، كسعوديين، نتطلع بعين واثقة تحت قيادة ملك الإنسانية الملك عبد الله بن عبد العزيز، أيده الله ، إلى مستقبل يقوم على العطاء الذي يشترك به الجميع، وعلى بناء طاقات الإنسان السعودي وتعزيز نظرته السمحة.. مستقبل يقوم على قوة العلم والاقتصاد وقوة العقل والقيم الإنسانية الخالدة التي ستكون حجر الزاوية في بنائه .. فلنستلهم ذكرى التأسيس ونواصل العمل لتحويل الأحلام إلى حقيقة .. فالمستقبل للمملكة .. والمستقبل الآن.
* رئيس أرامكو وكبير إدارييها التنفيذيين