أنعام وفزنت
علي المزيد
أقرت الجمعية العامة غير العادية لشركة أنعام السعودية الأسبوع الماضي، خفض رأس مال الشركة وحذفت 11 سهماً لتحافظ على سهم واحد، وهذه هي المرة الأولى التي يتم بها عمل من هذا النوع في السوق السعودية. وكان ما يتم سابقاً عبارة عن إلغاء أسهم وإعادة قيمة السهم الاسمية لحملة الأسهم وهذا تم في اسمنت اليمامة على سبيل المثال. وكون مثل هذا العمل يتم لأول مرة في السعودية لم يتقبله الناس بسهولة وانقسموا حوله والأغلبية كانت ترفض خفض رأس المال وأنا هنا لا أتكلم عن كبار الملاك وما صاحب جمعياتهم من شحناء وتحدي لطرف يريد خفض رأس المال وطرف يريد عرقلة المشروع فقط لأنه مقدم من الطرف الآخر مما ذكرني بعض اجتماعات الجامعة العربية. ومن المعلوم أن خفض رأس المال يكون لأسباب مختلفة منها إطفاء الخسائر كما في حالة أنعام اليوم، أو بسبب الأعباء التي يضعها رأس المال على الربحية كما حدث في شركة اسمنت اليمامة في وقت سابق مما جعلها تلغي 50 في المائة من الأسهم وتعيد 450 مليون ريال لمساهميها، ومع تحسن أوضاع سوق الاسمنت رفعت شركة اسمنت اليمامة رأس المال بنسبة 200 في المائة ومن احتياطياتها وبدون طلب اكتتاب من حملة أسهمها مما يعني مرونة الشركة وتماشيها مع ظروف السوق وتحريكها لرأس المال وفق احتياجها. ما قصدت أنه يجب أن نتعود في السوق السعودية على عمل من هذا النوع بل وربما إجراء أشد مثل إعلان إفلاس شركة، وهذا محتمل في كل سوق مالية بل أنه محسوب من ضمن مخاطر السوق. وفي الأسواق العالمية دائما ما نرى شركات تفلس ونرى شركات تخفض رأس مالها، وعلى سبيل المثال شركة فزنت «vsnt» خفضت رأسمالها وجعلت كل 10 أسهم، سهماً واحداً ولم يصاحب ذلك ضجيج يذكر.. لماذا؟ لأن معظم من يتعاملون مع السوق الأميركية لديهم الخبرة والدراية الكافية. وخفض رأس مال شركة أنعام لا يعني النهاية بل هو بداية الانطلاقة متى ما أديرت الشركة باحتراف وغيرت نشاطها حسب ما أعلن في وقت سابق إلى البتروكيماويات. كما أن خفض رأس مال الشركة اقل ضررا من تصفية الشركة وتضييع مساهميها. بقي القول انه مع الصبر وتحسن أداء الشركة ربما نرى قيمة السهم تعادل 11 سهما وربما أكثر، ما قصدت الوصول إليه انه يجب علينا التأقلم مع أوضاع الشركات فلا يمكن لأي سوق أن لا يكون فيها شركات فاشلة وخاسرة وناجحة. ويفترض أن نراقب الشركات التي نمتلك فيها أسهما ومتى بدأت هذه الشركات في العد السلبي نتخلص من أسهمها حتى لا تعلّق أسهمنا مثلما علقت أسهم «أنعام».
* كاتب اقتصادي