ارتفاع أسعار النفط سينعكس على حياة المستهلك المحلي في المواسم المقبلة
سعيد الأبيض ـ جدة
تتجه أسعار النفط للوصول الى أعلى مستوياتها في الاسواق العالمية .. مما يجعلها مرشحة للوصول الى 95 دولارا للبرميل مع نهاية العام الحالي بعد ان تخطى سعر البرميل الواحد في التعاملات الالكترونية امس الى 80 دولارا .. وهو ما يشير الى ان هذه الأسعار لن تشهد انخفاضا على المدى القصير للعديد من الاسباب .. وستتراوح ما بين 80 ــ 90 دولارا في الأسواق العالمية .. خاصة وانه لم يتم الاستفادة من الطاقة البديلة على مستوى العالم بالنسب المطلوبة اذ لم يتجاوز حجم الاستفادة 17 في المائة في كافة دول العالم .
ويخشى مراقبون ان ارتفاع الاسعار قد يصل الى حدود 100 دولار للبرميل الواحد وذلك لزيادة الطلب عليه كمصدر رئيس للطاقة وأساس التنمية الاقتصادية ، اذ تشير التقارير الى تزايد الطلب العالمي على النفط من 84 مليون برميل في اليوم في عام 2005م إلى 116 مليون برميل يومياً بحلول عام 2030م، وأن البلدان النامية ستكون مرة أخرى، هي مصدر 70 في المائة من هذه الزيادة على الطلب.
ويرشح الاقتصاديون ان تستفيد دول المنطقة من عائدات النفط في البنية التحية مثل انشاء الطرق والمستشفيات , المواني و بناء الجامعات وغيرها من المشاريع الحيوية التي تساعد في رفع المستوى المعيشي لدى المواطن , وهو ما نهجته السعودية في تنفيذ العديد من المشاريع خلال الفترة الماضية في كافة المناطق السعودية والتي تعود على المواطن بالنفع العام , خاصة وان النفط سيظل عامل حسم لسنوات قادمة , مع زيادة الاستهلاك الداخلي في ايران والعراق من النفط مما يقلص عملية التصدير, كذلك انخفاض الطاقة الانتاجية لبعض الدول المنتجة للنفط وذلك بسبب جفاف بعض الابار لديها .
وتدخل العديد من العوامل في ارتفاع اسعار النفط في الاسواق العالمية ووصوله الى ارقام قياسية منها السياسة , والتغيرات المناخية , وقلة المعروض وزيادة الطلب , والحروب والنزاع في عدد من مناطق العالم التي تؤثر سلبا على الانتاج العالمي وارتفاع سعره , وهو ما سعت اليه وكالة الطاقة من خلال مطالبتها للبلدان الكبرى المنتجة للنفط استثمار المزيد في الطاقة الإنتاجية وتعزيز المخزون لتلبية الطلب على المدى الطويل، إلى جانب منع حدوث أي تقلب في السوق خلال الأحداث غير المتوقعة , موضحة أن معدلات الاستثمار ونمو الطاقة في كل الدول المنتجة ليست كافية لتوفير النفط على المدى الطويل .
في المقابل سينعكس استقرار اسعار النفط ووصوله الى الـ 90 دولارا على العديد من السلع الغذائية والاستهلاكية بنسب قد تصل الى 60 في المائة , وستشهد السوق المحلي ارتفاعا ملحوظا لم تسجله من قبل , وذلك لارتفاع اسعار الشحن لكافة البضائع والتي تعزم شركات الشحن في حال ثبوت اسعار النفط ادراجه وبنسب قد تتجاوز 20 في المائة ليصل سعر الحاوية 40 قدم 1300 دولار , كما تعتزم
شركات الطيران العالمية وممثليها في السعودية دراسة وضع ضريبة الكاروزين جديدة مع ارتفاع اسعار النفط والتي قد تتجاوز 12 في المائة أي ما يعاد 25 ريالا على جميع تذاكر الرحلات الدولية خلال الفترة الماضية , فيما تصل الزيادة الى50 في المائة ما يعادل 140 ريالا لدى الشركات الأوربية .
وتعبر هذه الزيادة في حال تطبيقها الثانية بعد ان عمدت كافة الشركة الطيران في رفع أسعارها في وقت سابق بنحو 15 اورو , أي ما يعادل 80 ريالا على جميع تذاكر الرحلات الدولية لتعويض الخسائر من ارتفاع أسعار النفط وتخطيه أرقام قياسية في أسواق التداول .