المعروف ان كثير من قبائل الدواسر اهل إبل ونخل يأتون للوادي في وقت القيظ وقت جذاذ النخيل فيأخذون من التمر ما يكفيهم ثم يظهرون إلى إبلهم في البر لأن نخيلهم يؤجرونه على المتحضرين والعمال من سكان الوادي بجزء من التمر ولهم مدن متعددة مثل الوادي والسليل والأفلاج وغيرها كما قال الشاعر// جلحان الفصام المساعرة :
حضر ليالي القيظ وإن جا المخاضير=بدو تطرد بالوسامي خضرها
نهد فيها بالسلوقي وبالطير=ونسجها من برها لبحرها
بخيل اليا شدوا تباري المظاهير=ومن جا يبينا جظ لا شاف أثرها
في زمان مجدب قل فيه المطر والكلأ وحل به القحط , ومس البدو فيه ما مسهم من الحاجه والفاقه , وضعفت إبلهم وأغنامهم , فرأى احد رجال قبيلة العجمان واسمه جريس بن جلبان آل حبيش العجمي أن يلجأ إلى أحد القبائل المعروفين بالضيافة وإكرام الضيف , فاختار وادي الدواسر عند قبيلة الرجبان فأكرموه , وأنزلوه منزلة الشيخ من القبائل المحسوبين , فأعطاه كل فرد منهم نخلة مثمرة يخرفها (قيضا) ونخلة مثلها يصرمها في جذاذ النخل , وبقي بجوارهم ما بقي من الوقت , ولما كثر عنده ما اختزنه من ميرة وتمر ومال اشترى بها عددا من الإبل , وحمل ركابه بما لديه من خيرات كثيرة ورحل إلى جماعته , وأثناء مروره بإحدى البلدان في طريقه أراد أن يستقي ماء ويسقي رواحله , أبوْ أهلها ومنعوه من السقيا إلا بدفع أجرة مقابل ذلك , فتذكر الدواسر عندما كان جارا لهم , وهو المعزز المكرم الذي يأمر وينهى كأحدهم بدون أي مقابل , فأنشد يتمنى العودة إلى قبيلة الدواسر الكرماء الذي لا يمنون على جارهم ومن قدم عليهم ضيفا فقال جريس بن جلبان العجمي :
تحياتي /// ابومحمد الشكره