اولا / الروايه الشفهيه
وقعة نقير ، ربيع الثاني من عام 1348هـ
هذه رواية بتال الجدعي ...
كان تحركنا من (شظف) ونزلنا (النقيرة) وهي منهل يقع شمال النعيرية وغرب السفانية.
فقال الدويش : يا بن دغيثر (حسينياً من أهل الأرطاوية) يدعى فهد.
فقال : نعم.
فقال له الدويش : اركب وتطلع سرية إبن سعود والعوازم.
فذهب الحسيني ، وعندما جاء بعد العصر وإذا به عائد.
فقال للدويش : أنت أرسلتني أدور بعيداً والعوازم وسريتهم موجودون على (نقير) ومعهم ابن جعيري وجماعته.
فقال الدويش : شب النار قدام البيت ، واركب يا خيال وإذهب إلى الحثلين وأبلغهم أن يأتوننا.
فحضروا برئاسة نايف بن محمد بن حثلين (أبا الكلاب) ، وحزام بن فوران ، وخالد بن محمد (سحمان) ، وينزلون عند الدويش يشربون القهوة والمجلس يمتلئ بالرجال.
فقال الدويش : يا أخوالي نحن دفعنا لنا عيوناً قداماً ، نحسب أن العوازم وسريتهم بعيدين ، وتبين لنا أنهم على (نقير) ونحن وراءنا قاعدة على (عرق) وهو منهل يقع شمال غرب تخاديد على بعد 20 كيلاً وجنوب منهل شظف ، ولم تصل إلينا.
فقالوا شيوخ العجمان : إنخوا لجعة إللي قعد ما منه أي فايدة يا فيصل.
فقال الدويش : يا أخوالي حطوا السعة من بالكم ، السرية والعوازم ما عاد هم معودين ، ثم يلتفت الدويش إلى الحاضرين من مطير ويختارني أنا يا (بتال الجدعي).
فقال لي : اركب وأنا أبوك وأخبر مطير والعجمان وانظر فرحان بن مشهور ومرضي الرفدي وراء (عرق) ومحمد البدر الدويش شمالاً منهم.
قلت : إنشاء الله ، وأركب ذلولي في الليلة القمراء من الثلاث البيض ، وعندما ظهرت على (عرق) يعلم الله أني كأنني أرى ضيانهم مثل عيون البوم في تلك السهلة ، وأنا أطنب بالصياح في الليل ، يا أهل الخيل ، يا أهل الجيش ، وأن الخيال خيال ، والجياش جياش ، ثبت يا صياح ، ثبت يا صياح.
فقلت : يا مطير ، فيصل الدويش يسلم عليكم ، وهذه حزة النفعة العوازم والسرية ، هؤلاء هم على (نقير).
وأنتم يا العجمان : يسلمون عليكم الحثلين ، وهذه حزة النفعة لا تخلون ربعكم ، ثم يرددون بصوت واحد : يا سعدهم يا سعدهم.
فقلت لهم : أين إبن مشهور والرفدي ؟
فقالوا : قدامك.
ثم ذهبت إليهم وعندما وصلتهم أطلقت ثلاث طلقات في الهواء وكان الوقت ليلاً ، وإذا الخيال لاحق من الخلف ، فوقفت له.
وهو يقول : ويش أنت يا رجل ؟
فقلت له : رجال الدويش ، أريد إبن مشهور والرفدي.
فقال لي : خلافك ؟
فقلت له : أبلغهم بأن الدويش يسلم عليهم ، وينتظرهم غداً على ماء (النقيرة).
وأنا أواصل طريقي لإبن بدر الدويش ، وعندما جئت حوله أطلقت عدة طلقات ليلاً ، ولم يجبني أحد ، وأنا في آخر الليل ، فأنزل عن الذلول ، وأربط حبلها في يدي ، وأتوسد هاك القشعة ، وأرقد وهي تديرني تأكل من الرمام ، ثم قمت وتيممت ، وأذنت وصليت الفجر ، وعندما أصبحت ذهبت إلى محمد بن بدر الدويش وسلمت عليه ، وأخبرته بأن خاله فيصل الدويش يسلم عليه ويقول لا يخلينا ، العوازم والسرية على (نقير).
فقال : أنا ولد بدر حمدان.
ثم قال : يا بنت سلطان.
قالت والدته (وضحى بن سلطان الدويش شقيقة فيصل) : يا خير.
فقال : خذوا على زملكم واتبعونا.
ثم يستلجم فرسه وكذلك خليل والمهدي ، وأنا على ذلولي ولا نأتي إلى الدويش إلا عند صلاة العصر ، وأن مطير والعجمان ، وإبن مشهور والرفدي قد جوهم.
فقلت : يا الدويش ، أنا أستأذنك ما في وحده.
فقال : ما قصرت وأنا أبوك ، إذهب بها واسقها ثم اربطها وعلق عليها شعير.
فقلت : الفشق البارحة راح ما عاد معي شيء.
فقال : إذهب لمحمد الغلام يعطيك فشق.
وأنا أذهب للغلام ويعطيني فشق ، ويوم أصبحنا وتشد المضاهير ، وعندما ظهرنا عليهم أوقفنا الدويش وطق رأس الرحول وكل ينزل من اقبله ، وعندما حان وقت العصر ، قال محمد بن بدر الدويش : أنا أريد أذهب بالخيل عليهم.
وقد سمح له الدويش بذلك ، وتركض عليهم الخيل ، ولم يظهر منهم أحد ، وتعود الخيل ، وعندما جئنا ليلاً قال الدويش : شوفوا والله يا واحد يذكر لي راكب ذلول إني لأجعله من العوازم ، ماهو منا إلا راعي الفرس ، ثم جاء وقت الفجر ، وصلينا ومشينا عليهم ويوم أسفرنا وعساك ما أنت معهم كل من هو في نحرنا ذهب أهل المتاريس وأهل البيوت وحامل بيرقنا زبن بن حزمي البريعصي يوم شرع في البيوت ، وهي تضربه وأنه هناك ، ويحمل البيرق في الحال محمد بن حطاب من الدوشان ، وهو يورده والجموع من خلفه ، ونحن نضربهم ونظهر من قبل ثم نركز البيارق من ورائهم ، السرية داستها الخيل وراحت ، الزعوب والعوازم أكلتهم النار الحمراء ، والطرش قوض ناير وتلحقه خيلنا وترده ، وحمالوا البيارق ركزوا بيارقهم وراحوا مع البيوت بيرق الدويش وبيرق إبن مشهور وبيرق الرفدي ، وبيرق إبن لامي وبيرق إبن عشوان ، خمسة تطارخ وراء بيوت العوازم بعد ما سهجناهم (انتصرنا عليهم) ، العجمان ما أتونا أثريهم عندما تلاقوا مع خصومهم من العوازم اطفحوهم واكسروهم ، وذبحوا حزام بن فوران بن حثلين وقطعوا ساقتنا بهم خلاف ، وعندما رجعنا وجدنا الدويش قد ذبح ثلاثة من العوازم بالقرب من خيمته ونركز بيرق الدويش أمام الخيمة ، وفي الغد يأتون شيوخ العوازم للدويش وهم : إبن جامع ، وإبن دريع ، وإبن خفرة ، والملعبي ، ويدخلون عليه في الخيمة وينخونه تكفى يا أبو عبدالعزيز والله ما عاد وراءنا إلا محارمنا وأطفالنا.
وتكلم عليهم الدويش بكلام قاسى
قالوا : تكفى يا فيصل ، دخل الدخيل ، وسلم والله ما عاد نعتادها.
ويعفو عنهم الدويش بشرط أن يرتحلوا إلى الكويت ففعلوا ، وصارت خيراً لهم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ثانيا / بعض الوثائق البريطانية :
تاريخ الوثيقة : 1929/10/10
ملخص الوثيقة
خريطة لمعركة نقير مضمنة في مذكرة من هارولد دكسون الوكيل السياسي البريطاني في الكويت إلى المقيم السياسي البريطاني في الخليج (بوشهر)، مؤرخة في 10أكتوبر (تشرين الأول) 1929م.
الخريطة تقريبية وهي تبين توزيع القوات في المعركة التي جرت عند آبار نقير بتاريخ 5أكتوبر 1929م بين قوات الملك عبدالعزيز آل سعود والمتمردين من الإخوان ، ويظهر على الخريطة موقع قبائل العوازم والعجمان ومطير وفي معسكر العوازم توضح الخريطة موقع خيمة السهلي ومواقع قواته وقوات بني هاجر وبني خالد والعوازم كما تبين موقع خيمة نايف بن حثلين في معسكر العجمان وتحرك حزام بن حثلين منها وفي موقع مطير في الخليلين تبين مواقع فيصل الدويش وإبن مشهور وإبن عشوان.
تاريخ الوثيقة : 1929/10/10
ملخص الوثيقة
مذكرة من هارولد دكسون الوكيل السياسي البريطاني في الكويت إلى المقيم السياسي البريطاني في الخليج (بوشهر)، مؤرخة في 10أكتوبر (تشرين الأول) 1929م.
تقول المذكرة إن معركة جرت في نقير بين قوات الملك عبدالعزيز آل سعود بقيادة محمد السهلي والمتمردين بقيادة فيصل الدويش وقد جمع الوكيل البريطاني معلومات عن المعركة من عدة مصادر منها رسالة من الدويش إلى الشيخ أحمد وكانت قوات السهلي تضم القوات النظامية وقوات من قبائل العوازم وبني هاجر وبني خالد وبالنسبة لقوات الدويش كان العجمان بقيادة حزام بن حثلين وخالد المحمد وتولى إبن عشوان قيادة جزء من قوات مطير وقد استعجل العجمان الهجوم خلافاً لتعليمات الدويش فبدأوا قبل الفجر وحققوا نجاحاً ضد العوازم في البداية ولكن وصول نجدة للعوازم مكنتهم من شن هجوم معاكس ودحر العجمان وإلحاق الخسائر بهم ومع إنبلاج الفجر وصل حزام بن حثلين وفرسان العجمان وشنوا هجوماً على العوازم وبني خالد واظطروهم للإنسحاب وقتل حزام في هذا الهجوم وحل محله خالد المحمد وفي تلك اللحظة شنت قوات الدويش الرئيسية هجوماً على المنطقة التي تمركزت فيها قوات الملك عبدالعزيز الحضرية وبنو هاجر والجزء الأكبر من العوازم ونجح هذا الهجوم نجاحاً فورياً واحتل الدويش معسكر العوازم وانسحب الناجون من العوازم إلى مكان قريب وبدأوا يطلقون نيرانهم البعيدة المدى على مطير والعجمان فإنسحب الدويش وقواته إلى معسكرهم ويقال إن علي أبو شويربات طارد محمد السهلي أثناء انسحابه وقتله ويبين التقرير أن قوات العوازم كانت ما بين ثلاثة آلاف وثلاثة آلآف وخمسمائة رجل وقوات الإخوان ثلاثة آلآف وخمسمائة وقتل من مطير عشرون رجلاً كما قتل خمسون رجلاً من كل من العوازم وحلفائهم والعجمان وخسرت العوازم جميع إبلها التي بلغت مالا يقل عن ثلاثة آلاف رأس لكن الإخوان استهلكوا قسماً كبيراً من ذخيرتهم التي لا يمكنهم تعويضها ويقول الوكيل السياسي إنه رغم إنتصار الإخوان لم يتلق العوازم ضربة قاضية.
تاريخ الوثيقة : 1929/10/13
ملخص الوثيقة
برقية من الوكيل السياسي البريطاني في الكويت إلى المقيم السياسي البريطاني في الخليج (بوشهر)، مؤرخة في 13أكتوبر (تشرين الأول) 1929م.
تشير البرقية إلى برقية الوكيل السياسي البريطاني في الكويت رقم564 المؤرخة في 10أكتوبر وتقول إنه رغم الشائعات المتضاربة يبدو أن نكسة كبيرة لحقت بالعوازم الذين يشكلون قوات الملك عبدالعزيز آل سعود في الأحساء ويعطي الوكيل البريطاني تفاصيل جديدة عن معركة نقير وعن الخسائر في الأرواح التي نزلت بقوات الملك عبدالعزيز ويقول إن بعض العوازم تجمعوا في نقير وهم الآن محاصرون لكنهم صامدون ويتحدون فيصل الدويش.
تاريخ الوثيقة : 1929/10/1-15
ملخص الوثيقة
أخبار الكويت عن الفترة بين 1 – 15 أكتوبر (تشرين الأول) 1929م، وهي تحمل توقيع هارولد دكسون الوكيل السياسي البريطاني.
جاء في هذه الأخبار وصول اثني عشر جواداً إلى الكويت ويبدو أنها هدية من نايف بن حميد العتيبي وهو لاجيء في بغداد إلى فيصل الدويش ولكن شيخ الكويت أمر بإعادتها إلى الزبير وعاد إلى الكويت طه الشبلي صاحب صحيفة (لسان الأحرار) السورية ورئيس تحريرها وذكر أنه زار الأحساء وأجرى مقابلة مع الأمير سعود بن عبدالعزيز آل سعود وقد جرت المعركة المنتظرة بين قوات المتمردين بقيادة فيصل الدويش وقوات الملك عبدالعزيز آل سعود بقيادة محمد السهلي في نقير وانتهت المعركة بتقهقر قوات الملك رغم نجاحها في البداية في دحر جزء من قوات المتمردين كان يقوده ابن حثلين وقد اختار العوازم بعد هزيمتهم الانسحاب إلى الأراضي الكويتية وقتل في المعركة حزام بن حثلين وحمد بن محمد من العجمان وجرح شيخان من شيوخ العوازم وانسحب محمد السهلي وانضم أثناء انسحابه إلى عبدالعزيز التركي حيث توجها معا إلى الجبيل ثم الى القطيف ومن المتوقع الآن أن يتوجه الدويش صوب نجد.
تاريخ الوثيقة : 1929/10/16-31
ملخص الوثيقة
أخبار الكويت عن الفترة بين 16 – 31 أكتوبر (تشرين الأول) 1929م، وهي تحمل توقيع هارولد دكسون الوكيل السياسي البريطاني.
تلقى دكسون رسالتين من ملك الحجاز ونجد عبر في إحداهما عن أسفه لوفاة جلبرت كلايتون وطلب في الأخرى مضاعفة الجهود لمنع فيصل الدويش من الحصول على المؤن من الكويت ووردت تفاصيل جديدة عن معركة نقير تؤكد تعرض العوازم لهزيمة كبرى بسبب افتقارهم إلى الجياد وقد وصل الدهينة (من شيوخ النفعة من عتيبة) وحده إلى معسكر المتمردين لإخبارهم أن الملك عبدالعزيز حقق انتصارات أكيدة على قبيلة عتيبة التي ستذعن له ما لم يقم الدويش بتصرف سريع.
وعلى صعيد آخر كتب الدويش رسالة إلى شيخ الكويت يطلب مقابلته ومقابلة الوكيل السياسي البريطاني فيها وحين تأخر وصول الرد انتظاراً لتعليمات من (بوشهر) توجه الدويش إلى الكويت لكن شيخ الكويت كلف الشيخ عبدالله الجابر الصباح بإخراجه من الأراضي الكويتية وتم ذلك وبين أن الدويش يود توجيه ثلاثة أسئلة حول استعداد الحكومة البريطانية لمنع القبائل العراقية من مهاجمة نساء المتمردين والسماح لهن بالتوجه إلى الجهراء ليكن في حماية شيخ الكويت وحول موقف الحكومة البريطانية إذا تمكنت قوات الدويش من إسقاط بعض طائرات الملك عبدالعزيز.