[معلومات العضو ابوعبدالرحمن الودعاني]

[size=9][color=#0000FF]
[color=#FF0000]بسم الله الرحمن الرحيم

إخواني الأحبه نكمل اليوم الحلقة الثانية من

[color=FF0000]( رحلتنا إلى الوادي)[/color]



الوادي وقت الغروب من جهت النفود

كان الليل قد أسدل ستاره وكنت أنا وأخي الحبيب الأستاذ هايف نتوجه لوادي العز والكرم والشهامه وادي الدواسر وفي الطريق كان أخي الحبيب هايف يتحدث معي عن تفاصيل رحلته التي كانت قبل عام في نفس هذا الوقت وطول الطريق لم يسكت رنين الهاتف من بني عمنا في الوادي وكنا جميعاً نحن وهم متشوقين إلى اللقاء وفعلاً وصلنا في تمام الساعة العاشرة مساءً ليلة الجمعة 17 جمادى الآخر 1427هـ الموافق 13 / 7 /2006م

(( وادي الآباء والأجداد بلا أسوار!!))


نخل الوادي ..كم من الأعداء قتلوا دونه ولم يحصلوا على مرامهم !!


ظهرت الأنوار من أمامي وتسارعت دقات قلبي عندما رأيت الوادي مع كثرة ترددي عليه!! لكنه موطن آبائي وأجدادي هنا بذل أجدادي دماءهم وأرواحهم دفاعاً عن أرضهم .هنا رسمنا المجد والعز ، هنا كتبنا قصص الجود والكرم والشجاعه ، الوادي، هنا حزنا الشرف والسؤدد التليد ، البلده الوحيده التي عاشت بلا أسوار من الحجر أو الطين لأن أسوارها كانت سيوف بني عمي ودروعها صدورهم وعلاماتها رؤسهم الشامخه فأجدادي هم درعها وهم سورها فهل هناك مثل وادينا؟!! وهل هناك من يشابهنا؟!! .. وكان بأستقبالنا ....

(( الأمير فيحان بن محمد بن خلف آل قويد..حفظه الله وسدد خطاه))

والله لن أبالغ ولن أمدحه بشيئ لم يفعله ولكن أقول الحق الذي رأيته بعيني وسمعته بؤذني ووعاه قلبي ..

هو الأمير الكريم والشهم الحبيب ذو الكرم الزاخر والأخلاق العاليه من بيت الأمارة الكريمه والعائلة العظيمه أبو سعود فيحان بن محمد بن خلف آل قويد وفقه الله وسدد خطاه

فلقد رأينا منه والله العظيم ما تعجز الأقلام أن تكتبه والعواطف أن تصفه إنه ذو خلق عجيب فهو صبور جداً ومتواضع جداً لا تسمع منه كلمه تسوؤك ولا كلمه تدل على الضيق صاحب أبتسامه لا تفارق محياه أبداً فجزاه الله عنا وعن بني عمنا كل خير ..سبحان الله لقد تفكرت في أخلاقه الطيبه كثيراً وتعجبت من تربيته وخلقه فلم يكن يغتاب أحداً ا[داً ولم يذم رجلاً امامنا ولم يتكلم عن عرض أحد وكان كثير الثناء على الناس له نظره تفاؤليه عجيبه ، كان يحببنا في الوادي ويذكر محاسن أهله ولا يتكلم عن مساوئهم ( إن وجدت) ولا يتطرق بالذم لا تلميحاً ولا تصريحاً وكنت أعجب من هذا الخلق الذي يندر أن تجده بين الرجال في هذا الزمان ، فكان حفظه الله مثالاً طيباً لآل قويد الكرام حتى أني سألته وقلت هل آل قويد كلهم مثلك.

فأجاب بل كلهم أحسن مني وأفضل مني وسوف ترى ذلك بعينك..

أول ما أستقبلنا جئناه في استراحته التي فيها خيله الأصيله ، وقال لنا أنا محضّر لكم عشاء خفيف حسب ما طلبنا منه فلما جلسنا وكنا خمسه فقط أنا والأستاذ هايف والأمير فيحان والأمير خلف أخوه وأبن أختهم وهو ايضا من القوده الكرام وكانت الخيل تجري يميناً وشمالاً حولنا بشكل جميل جداً..


الأمير فيحان على اليمين والأمير خلف على يسار الصورة

فقدم لنا العشاء فإذا هو خروف كامل مشوي لم يرفع منه شيئ!! ونحن خمسه فقط!! فكان هذا العشاء الخفيف !! وكان هذا نقطه من بحر آل قويد من الجود والكرم لا حرمهم الله الأجر والمثوبه ..

وبعد ذلك إلتقينا بالأخ الحبيب والرجل الشهم صاحب الكرم الزايدي والقلب الأبيض وراعي الإبتسامه الجميلة الصادقه الذي مارأينا منه مللاً ولا تذمراً من طول صحبته معنا إنه
أبوعبدالمحسن : راشد بن عبدالمحسن بن مسرع الضباعين آل بوسباع هذا الرجل الذي حفر في قوبنا محبةً له لا تمحيها رياح الدنيا كلها فهو صاحب النكته الحاضره وبنفس الوقت الجاده التي لا إسفاف فيها..

(( وقفه مهمه جداً .. لماذا ....لا تغلق!! ))



رأيت شيئ عجيب في الليل ثم تكرر معي مره أخرى في النهار الباكر وهو صبيحة يوم الجمعه أن أبواب مجالس الدواسر وبيوتهم المسوره لا تغلق !! ورأيت بعض البيوت قد قلعت أبوابها من الخارج وهذا الأمر أدهشني كثيراً وأردت أن أعرف السبب ..هل عرفتم السبب؟!! الجواب بعد قليل!!..

(( لقاؤنا مع الأمير محماس بن مصيبيح بن قويد .. أعزه الله بدينه))

المهم أننا في هذا اليوم كنا منذ زمن طويل وفي ديارنا وكلما ذهبنا لمكان سمعنا عن رجل له صفات عجيبه ومهيبه ألا وهي أنه قوي في الحق لا يهمه أحد ولا يخضع لأحد بعد الله ولا يجامل على حساب الحق ذو هيبه كبيره وقدر عظيم ملأت قلوبنا حباً له وإجلالاً لمكانته قبل أن نلقاه وأردنا أن يكون أول من نزوره ونأتيه ألا وهو:

الأمير محماس بن مصيبيح بن قويد .. أعزه الله بدينه

صاحب السمعة الطيبه المدويّه الشهم الكريم والشجاع النحرير والقلب العطوف والأمير الرحيم ذو الفزعه الزايديه والحميه الدوسريه من لا تأخذه في الحق لومة لائم انه
أبو معدي محماس بن مصيبيح بن قويد حفظه الله ورعاه
وكان أستقباله لنا طيبا ليس بغريبا عليه وكان معه رجلان شهمان كريمان من آل قويد الكرام لا يقلون عنه هيبتاً ووقارا ، وجلسنا معه جلسةً طيبه دامت أكثر من 3 ساعات نسمع من توجيهاته السديده وآرائه الطيبه فوجدناه متبع شديد للموقع حتى أنه عرف بعض المشاركين وسأل عنهم وعن أعمارهم وفخوذهم ودرجة تعليمهم كما وجدناه كثير الإطلاع واسع الثقافه أمد الله بعمره على طاعته وجعله ذخراً لبني عمه وأبنائه من قبيلة الدواسر..، وقد اصر بومعدي على ان يقيم لنا مأدبة عشاء فوافقنا ولبينا دعوته انا ورفيق دربي هايف العماني حبا وكرامه له فهو الوالد والموجه والحكيم .

وجئناه في اليوم التالي في منزله العامر بحي المعيذر حيث كان في استقبالنا الأمير بومعدي وكان ديوانه عامرا ً حيث املتئ على أخره بالضيوف والاقارب ، وهذا ليس بغريب على ديوان صاحب الشهامة والكرامه الأمير محماس بن مصيبيح حفظه الله.

وقد قضينا وقتا جميلا وساعات لاتنسى في ديوان الأمير بومعدي حيث استمتعنا بحديثه الشيق وقصصه الجميلة عن قبيلة الدواسر ، فكل لحظه نقضيها معه تزيدنا له محبة وقلوبنا تطلق دعواة ً صادقه كل ثانيه بان يحفظه الله ذخرا وسندا ً بعد الله لأبناء الدواسر.


الأستاذ هايف وأبو معدي في الوسط وأنا

وقد رأينا أن نقوم بتكريمه نيابة ً عن اكثر 5800 آلاف عضو من أبناء قبيلة الدواسر تثميناً له على جهوده الطيبه وأعماله الجليلة التي شهد له كل من رأيناه من الدواسر في كل مكان..


(( جولة في الوادي – الديره التي ليست لها أبواب!! ))

ثم توجهنا بعد الغداء نتجول في الوادي وإذا بي ينشرح صدري وتعلوا هامتي وأحسست بالفخر الكبير الذي لا يتصور فأنا أمشي الآن بين بني عمي وأخوتي فهذا ودعاني وهذا من المخاريم وذاك من المساعره وذاك من الرجبان وإمام المسجد من الشرافا والمؤذن من الحقبان ووووو كل فخذ من فخوذ الدواسر تجده حولك وهو أخوك وإبن عمك يجري دمك في جسمه وعروقك هي نفس عروقه!!

تتجول وترى أبواب البيوت لا تغلق حتى أطلقت على الوادي هذا اللقب ( الديره التي ليست لها أبواب)[/color]

نعم هي وادي الدواسر أتدرون لماذا أبوابهم لا تغلق لأنهم أهل الكرم والجود وأهل المروؤه والخير فلا يغلقون أبوابهم في وجه أحد ولا يسكرونها في وجه الضيف ولا العاني ولا المحتاج ولا الدخيل..

بني عمي هم فرحت المضيوم وهم السند للمكسور وهم العزوه لضعيف ياسعد من هم حوله ومن هم مسنده تراهم هناك وقد علت وجوههم اللحى فقل أن تجد حليقاً للحيته ( مع إحترامي وتقديري للجميع ولكن هذه مشاهداتي أكتبها بأمانه) يعتزون بها ويفتخرون بها..

المساجد هناك ممتلئه ، والناس مجتمعين مع بعضهم ، العلاقات الإجتماعية فوق الممتازه بين الناس ، الوادي هناك له طعم آخر غير باقي المملكة وكأنك بخلية نحل لا تهدأ ..
[color=FF0000](( عادات جميلة وسلوم أصيلة وكرم فوق الخيااال!! ))[/color]

من العادات الجميلة في الوادي أنك كلما رآك أحدهم لزّم عليك بالعزيمة أو العشاء بطريقه يكاد أن يبكي من شدة طلبه وإصراره عليك!!

ألتقيت مع إبن عمنا الغالي والشاعر الفذ الأخ الكريم سلطان بن سمحان آل مطلقة الودعاني فأول ما رأيته قال : (( والله أن تموت كرامتكم ونذرٍ علي إنها تصير ..)) وصار يحلف بكل يمين حتى لم نستطيع الرد عليه فأجبناه بحب وكرامه، هناك ترى في بني عمك الكرم الذي لم تره في حياتك أبداً ولم تتخيله فقد دخلت مسجداً وهممت بالخروج منه فجاءني رجل من المخاريم والله إني لا أعرفه إلى هذه اللحظه فقال لي : أنت من أين فأخبرته عني وعن نسبي وبلادي..فأمسك بيدي وأراد أن يحلف على العشاء فبادرته أنا بالحلف لأنني مرتبط جداً بمواعيد لا أستطيع أن أجلها فترجاني على القهوه فأعتذرت لضيق الوقت فطأطأ رأسه ووالله كادت دموعه أن تخرج من عينيه فتأسفت منه وتعذرت وقبلت رأسه وفهمته بوضعي وذهبت ، ومازال منظر وأثر هذا الموقف مأثراً في نفسي إلى الآن..وأسأل الله أن يجمعني فيه بالدنيا قبل الآخره عن قريب بإذن الله.

ثم إن أهل الوادي دائماً يقدومن حليب الأبل لضيف لأنهم هم أهلها وإليهم ينتهي الفضل..وكنت أتعجب من طعم الحليب لأنه كان حلواً جداً كأنما خلط معه السكر وهذا أثرٌ واضح لأهتمام أهل الوادي بإبلهم وما يطعمونها.

كما أني رأيت اطفالهم الصغار جداً يحسنون الترحيب والسلام كأنهم كبار لا يتلعثمون ولا يتعتعون في الرد وإنما يجيبك أحدهم بطلاقه جيده ويستقبلك إستقبال الكبار فكأنما تحس به رجلاً كبيراً وهو اعاه لم يصل إلى التاسعه من عمره.

أطلت عليكم بهذه الحلقه فأرجوا المعذره!! ..استودعكم الله إلى الحلقه القادمه بإذن الله..

من الشاعر الفذ والأديب الجم والمأرخ الكبير الذي تقابلنا معه؟!!
شخصية تحب من أول ما تنظر إليها صاحب حميه شديده لبني عمه؟!!
توفي رحمه الله بعد لقائنا به بـ4 أشهر!!
كل هذا في الحلقة القادمة بإذن الله تعالى..إلى اللقاء