::: مـنتدى قبيلـة الـدواسـر الـرسمي :::

::: مـنتدى قبيلـة الـدواسـر الـرسمي ::: (http://alduwaser.org/vb/index.php)
-   :: القسم الإسلامـــي :: (http://alduwaser.org/vb/forumdisplay.php?f=3)
-   -   حديث : (( لا يدخل الجنه قاطع )) شرح للحديث (http://alduwaser.org/vb/showthread.php?t=75437)

ساقان الدواسر 01-05-2017 09:18 PM

حديث : (( لا يدخل الجنه قاطع )) شرح للحديث
 
بسم الله الرحمن الرحيم
شرح رياض الصالحين
شرح حديث جُبيْرِ بنِ مُطعِمٍ -رضي الله عنه- "لاَ يَدْخُل الجَنَّةَ قَاطِعٌ" وحديث المُغِيرةِ بنِ شُعْبةَ -رضي الله عنه- "إِنَّ الله تَعَالَى حَرَّمَ عَلَيْكُمْ عُقُوقَ الأُمّهَاتِ"

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
ففي باب "تحريم العقوق وقطيعة الرحم" أورد المصنف -رحمه الله- حديث أبي محمد جبير بن مطعم -رضي الله تعالى عنه وأرضاه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (لا يدخل الجنة قاطع)، قال سفيان -وهو أحد رواة الحديث- في روايته: يعني قاطع رحم([1])، متفق عليه، يعني: أخرجه البخاري ومسلم.
(لا يدخل الجنة قاطع)، ومثل هذا يدل على أنه قد فعل كبيرة من كبائر الذنوب، والأدلة التي تدل على أن قطيعة الرحم من كبائر الذنوب كثيرة جدًّا، وهذا من أوضحها وأجلاها، وقد بيّنا قبلُ ضابط الكبيرة، فمهما كانت صلاة الإنسان، وقيامه بالليل وصيامه بالنهار، وقراءته للقرآن إذا كان قاطعاً للرحم فإن ذلك يكون مانعاً يمنعه من دخول الجنة، المسألة ليست سهلة، قد يلتزم الإنسان بألوان التعبدات ويكون أيضاً كثير الصدقة، ورقيق القلب، وكثير النسك، ومع ذلك هو قاطع للرحم فلا يدخل الجنة، وليس المقصود هنا أنه لا يدخلها أبداً، وإنما المقصود أنه مستحق للعذاب، أي يطهَّر في كير جهنم بقدر جنايته وتقصيره في هذا الواجب.
فالجنة هي دار الطيبين، لابد من التطهير لكل من دخلها، فالإنسان قد يطهر في هذه الحياة الدنيا بالتوبة إلى الله -تبارك وتعالى-، فيغفر له ما قد سلف، وقد يطهر بحسنات عظيمة ماحية، أو بمصائب مكفرة، أو إن لم تطهره هذه الأمور ولم تنله شفاعة فإنه يطهر في كير جهنم -أعاذنا الله وإياكم منها-، فالمسألة ليست سهلة، وكثير من الناس يتهاونون في هذا، قد يكون إنسان فيه خير وصلاح ولكنه لا يصل رحمه.
والصلة تحصل بالاتصال، وتحصل بالمكاتبة، وتحصل بالزيارة، وتحصل برسالة الجوال أيضاً، المهم أن لا يغفل أو ينقطع، وليس لها مدة محدودة وإنما يكون ذلك بحسب الرحم، وبحسب حال الإنسان، ولذلك أقول: ينبغي للإنسان أن يكون له طريقة وقد تيسرت الأمور كثيراً في هذا الزمان في الصلة، لو أن الإنسان في هذا الهاتف جعل إحدى القوائم للأقارب، وضع أسماء الأقارب في قائمة من قوائم الهاتف، ويرسل لهم رسالة، كلام طيب، كلام جميل، ويضغط للجميع، ما شعورك حينما يرسل الإنسان إليك رسالة جميلة وطيبة، وفيها دعاء وكلام جيد لك؟، فهذه أشياء تؤثر في النفوس، وتورث المودة والمحبة بين الناس، وأنك تذكره، هو لربما يتصور أنك أرسلت له فقط، وأنت إنما أرسلت رسائل متعددة بعملية واحدة، فمثل هذه الأشياء يسيرة ما تكلفنا وقتاً، الإنسان يضع ويرسل لجميع هؤلاء دون أن يأخذ منه هذا دقيقة واحدة، مع أن صرف الأوقات لا يُستخسر في مثل هذه القضايا، ونحن في كثير من الأمور وكثير من الأحيان لا نزن الأشياء بميزانها الصحيح، قد نظن أن استغلال الأوقات هو بأن يجلس الإنسان يقرأ في المصحف أو يقرأ في كتب العلم أو نحو هذا، وما علم أن مشيه في حاجة أخيه أفضل، أو أن صلته للرحم أفضل من قيامه لليل وصيامه للنهار، فهذه أمور يحتاج الإنسان إلى أن يتبصر بها.
ثم أورد بعده حديث أبي عيسى المغيرة بن شعبة -رضي الله تعالى عنه-، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (إن الله تعالى حرم عليكم عقوق الأمهات...)([2]).
العقوق محرم سواء كان ذلك متوجهاً إلى الأم، أو متوجهاً إلى الأب، لكن لربما خصت الأم؛ لعظم منزلتها، فنحن مأمورون بالإحسان إليها بثلاثة أضعاف الإحسان إلى الأب

العقوق محرم سواء كان ذلك متوجهاً إلى الأم، أو متوجهاً إلى الأب، لكن لربما خصت الأم؛ لعظم منزلتها، فنحن مأمورون بالإحسان إليها بثلاثة أضعاف الإحسان إلى الأب

، من أحق الناس بحسن صحابتي؟ قال: (أمك)([3])ثلاث مرات، فيمكن أن يكون ذكرها هنا -خصها بالذكر- لهذا المعنى، وإلا فإن الله حرّم عقوق الآباء أيضاً، ويمكن أن يكون ذكر الأم لعظم منزلتها، وذلك أيضاً يدل على الأب، وهذا ما يسميه أهل البلاغة بالاكتفاء، أن يذكر أحد الطرفين ليدل بذلك على الآخر، وقد ذكرنا له أمثلة في بعض المناسبات، فالله يذكر شيئاً سَرَابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ النحل:81 يعني: والبرد، (عقوق الأمهات) يعني: والآباء، ويمكن أن يكون خص الأمهات هنا مع أنه يحرم عقوق الآباء قطعاً لأن الأم ضعيفة، فإذا حصل العقوق فإن هذا أشد وأكثر إيلاماً لهذه الأم المسكينة؛ لأنها لا تملك حولاً ولا طولاً، ولا تستطيع أن تتصرف وأن تخرج من هذا الأمر الذي وقع لها، وكم نرى ونسمع ونشاهد أشياء من العجائب والغرائب مما يحصل للأمهات من العقوق، وما يحصل لها من الأذى والألم، انظر إلى هذه المرأة تتحدث عن زوجها وما يحصل منه، وإغراء هذا الزوج لولدها بعقوقها إلى آخره، حتى اضطُرت أن تخرج من بيتها لتعمل في الخدمة، فالشاهد أنها اضطرت لهذا، وهي ضعيفة، عاجزة، مسكينة، تقول: إن الله -عز وجل- وهبها ابناً لكنه عاق، هذا الولد تقول: تمر عليه الخمسة الأشهر لا يكلمني ولا يسلم عليّ، وهو عندها في البيت، تقول: وأنا أتحسب عليه عند الله، لدرجة أنه يرفع يده عليّ، قلبي غضبان عليه، تقول: أطلب من ربي ألا يوفقه، قهرني كثيراً، أرجوك دلني على شيء أفعله، لا تقل: ادعي له، أنا أمه ولا أستطيع الدعاء له؛ لأني حاولت مرات ومرات وضغطت على نفسي بالسجود في صلاتي أن أدعو له فما استطعت، إلى هذا الحد!، لا تستطيع أن تدعو لهذا الولد.
فذكر بعض أهل العلم أن النبي -صلى الله عليه وسلم- خص الأم لضعفها، فالعقوق فيها يؤثر أعظم من تأثير العقوق على الأب، مع أنه يحرم هذا وهذا.
(إن الله حرم عليكم عقوق الأمهات، ومنعاً وهات)،


الساعة الآن 02:43 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
---